أنا مسلمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
المنتقبة
المنتقبة
عدد المساهمات : 438
تاريخ التسجيل : 07/03/2010
العمر : 46
https://anamuslima.yoo7.com

المرأة.......هل أصبحت صانعة قرار داخل بيتها؟ Empty المرأة.......هل أصبحت صانعة قرار داخل بيتها؟

الأحد مايو 09, 2010 5:42 pm
يقول الواقع إنَّ المرأة اليوم باتت صانعة قرار في الحياة العامة. لكن،
يبقى السؤال: هل ينطبق ذلك على شؤون البيت؟ حول موقع المرأة من صنع القرار
في بيتها، يدور موضوع هذا التحقيق -«الاستبيان».
في السنوات الأخيرة، قادت حواء الطائرة, احتلت أماكن ومناصب تنفيذية
وتشريعية, أصبحت وزيرة, ورئيسة في بعض الدول, ونالت مقاعد في البرلمان. وفي
مواقع أخرى، شغلت مناصب في القضاء والمحاماة. لدرجة أن قيل إن هذا العصر
هو عصر النساء. لكن المفارقة تقول إنْ قدرة المرأة على التحكم في حياتها
الخاصة, واتخاذ القرارات التي تؤثر فيها وفي أسرتها, قد لا تكون بالمستوى
نفسه الذي حصلت عليه في الحياة العامة, إذ مازالت هناك قرارات في مملكتها
الخاصة (البيت) لا تستطيع أن تنفرد بها, وتقرر فيها. وفي بعض الأحيان، قد
لا تستطيع حتى الانفراد بأبسط القرارات الخاصة والمتعلقة بها شخصياً, مثل
قرار زيارة أهلها, أو قرار إحضار خادمة. يبقى السؤال: هل المرأة قادرة على
اتخاذ القرار بمفردها داخل الأسرة؟ في هذا التحقيق استبياناً شمل 100 امرأة
من شرائح مختلفة، ضمت ربات البيوت، والموظفات, وسيدات الأعمال، لتسلط
الضوء من خلاله على موقع المرأة العصرية من مسألة صنع القرار داخل بيتها.
لا تغيير
على صعيد القرارات الاقتصادية التي تتعلق بالادخار والاستثمار (إدارة أموال
الأسرة) بيّن «الاستبيان» أن واقع المرأة لم يتغير كثيراً، فمازالت المرأة
العربية تشكو التهميش، ومازال المشهد الاقتصادي داخل البيت ناقصاً في غياب
المرأة، وذلك بشهادة 91 في المئة من النساء اللواتي شملهن الاستبيان، الذي
بيَّـن أن 9 في المئة فقط من النساء يملكن صلاحيات اتخاذ مثل هذه الأمور
داخل الأسرة بمفردهن، أو بتأثير أكبر منهن. أما في ما يتعلق بتفاصيل
الإنفاق اليومي، فيُظهر الاستبيان أن 91 في المئة من النساء يؤكدن أنهن
يملكن صلاحية اتخاذ القرارات المالية المتعلقة بهن. ويبدو أن الرجل غير
متفرغ للأمر والنهي في مسائل مثل كمية النقود التي دفعتها زوجته للمغسلة،
أو عدد حبات الطماطم التي اشترتها في يومها, وغيرها من الأمور المتعلقة
بالمعيشة. كما أن الرجل، حسبما يبيِّـن الاستبيان، غير متفرّغ تماماً
للقرارات التي تتعلق بالعلاقات الاجتماعية والمجاملات، باستثناء تلك
المتعلقة بزيارة أهل الزوجة، حيث سيكشف «الاستبيان»، لاحقاً عن رقم مُغاير
بهذا الشأن. لكن في ما يتعلق بأمور مثل القرارات التي ترتبط بوجهات السفر,
فهناك ميل عام نحو تفويض المرأة في اتخاذها
والبتّ فيها، حيث تقر 46 من النساء المستطلعات أنهن يملكن الصلاحية في
اتخاذها بمفردهن. كذلك، يظهر الاستبيان أن 72 في المئة من النساء يسيطرن
على القرارات المتعلقة بتربية الأبناء, وهذا ما يبرز دور المرأة في تحملها
الكبير لعبء تربية النشء. وهي مهمة عظيمة, تأتي فيها الأرقام لمصلحة
المرأة, وتبين أثرها المستقبلي على الأجيال. أما القرارات التي تتعلق
بتعليم الأبناء، مثل اختيار المدارس ونظم التعليم, وهي قد تعني بصورة أو
أخرى أنها مهام خارجية, فإنّ نصيب المرأة من الانفراد بالقرار فيها لا
يتجاوز 41 في المئة, حسب ما أقرت النساء المشاركات في الاستبيان. ومن
اللافت للانتباه، أن القرارات الصحية، مثل اختيار الطبيب أو المستشفى أو
أسلوب العلاج للمرأة ولأبنائها, تغيب عنه 21 في المئة من النساء، بحسب ما
جاء في الاستبيان, على الرغم من أن هذه الأمور تتعلق مباشرة بصحتهن وصحة
أبنائهن. ولكن الباعث للأمل أن قراراً شخصياً, مثل تغيير العمل أو تركه
بالنسبة إلى النساء الموظفات, لايزال قراراً أحادياً ومنفرداً لدى 99 في
المئة من النساء المستطلعات, وهذا ما يقودنا إلى أن نستنتج أن هناك حدوداً
لدى الرجال تمنعهم من التدخل أو السيطرة على مسائل
متعلقة بمستقبل المرأة وتملك حق القرار فيها وحدها.
مفارقات
أما أكثر الأمور التي تثير الدهشة بحسب ما أظهرت أرقام الاستبيان, فهي عدم
قدرة 14 في المئة من النساء، اللواتي شملهن, على اتخاذ قرار شخصي وموغل في
الخصوصية مثل زيارة أهلهن, إذ إن ذلك يعيد المرأة إلى عهد «سي السيد».
ويبدو أمراً غير منطقي في هذا العصر، كما أن المفارقة التي جاء بها
الاستبيان، هي أن 5 في المئة من النساء المستطلعات، يستطعن أن يقررن
بأنفسهن، منفردات، في أمور مصيرية، مثل إنجاب الأطفال. لكن على صعيد آخر،
وليس بعيداً عن الموضوع, يبدو أن هناك جدلاً يدور داخل البيت، يؤثر في
المساحة التي تتحرك فيها المرأة لتنفرد بقرارات معينة، مثل اختيارها لأسماء
أطفالها الجدد, إذ إنّ 36 في المئة من أزواج العينة التي شملها الاستبيان،
يسيطرون على هذا الحق بالرأي. وعلى الرغم من أنه يبدو في الظاهر أن صنع
القرار في بعض أمور البيت هو صناعة نسائية بحتة, خاصة في ما يتعلق بوجود
خادمة, إلا أن الاستبيان يعبر عن خيبة أمل 27 في المئة من النساء اللواتي
لا يملكن اتخاذ هذا القرار منفردات. وقد يشير هذا إلى خوف بعض الرجال من
وجود خادمة في البيت, الأمر الذي يشكل في بعض الأحيان عبئاً مادياً.
تحولات
خلال التقليب في ثنايا الاستبيان, يشير أستاذ علم الاجتماع المشارك في
«جامعة الشارقة» د.أسامة إسماعيل عبد الباري إلى أن «الفترة المعاصرة شهدت
العديد من التحولات الاجتماعية والثقافية التي شملت ميادين الحياة
الاجتماعية كافة. يضيف: «ولعل أبرز هذه التحولات في ما يخص النظام العائلي
ما نلاحظه من تغير موازين القوة في شبكة العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة،
فعلى الرغم ممّا اتسمت به الأسرة العربية من طابع ممتد وأبوي, إلا أن هذا
النمط تغير إلى الشكل النووي الذي يتنامى فيه دور المرأة , بفعل حصولها على
قدر من التعليم وخروجها إلى ميدان العمل, الذي منحها دخلاً اقتصادياً ما
انعكس على طبيعة مكانتها الاجتماعية في المجتمع بشكل عام, وداخل الأسرة
بشكل خاص، ومن ثم تحول دورها من الإطار التقليدي إلى أدوار مستحدثة تتفق
وطبيعة التحولات المجتمعية من جهة, وارتفاع مكانة المرأة من جهة أخرى».
ويشير إلى أن «هذا يمكن الكشف عنه من خلال بروز دور المرأة في اتخاذ
القرارات الأسرية بالمشاركة مع الزوج»، مؤكداً أن «هذا الحق كان ممنوعاً
عنها لفترات طويلة، إلا أن ذلك لا يعني أن المرأة أصبحت لها اليد العليا في
اتخاذ القرارات كافة داخل المنزل, فمازال وضع
الأسرة العربية محكوماً برواسب القيم والعادات والتقاليد في أمور عديدة».
وظائف ثابتة
ويضيء الدكتور عبد الباري على جانب آخر من الاستبيان، حيث يقول: «على مستوى
القرارات الاقتصادية، يبدو التباين واضحاً من خلال إشارة 9 في المئة فقط
من النساء إلى أنهنّ يشاركن في القرارات الخاصة بالادخار والاستثمار، مقابل
91 في المئة ممَّن أشرن إلى أنهن مسؤولات بالفعل عن القرارات المتعلقة
بالإنفاق اليومي». ولعل تفسير هذا التباين الشديد من وجهة نظره «يرجع إلى
استمرار الرجل في أداء وظيفته الاقتصادية التقليدية, وتحمله أعباء الأسرة
المادية من منطلق قوامته، فضلاً عن ارتفاع نسبة عمل الرجال مقارنة بالمرأة،
ومع ذلك يعترف الرجل ضمناً بقدرات المرأة التدبيرية الخاصة بتصريف الأمور
الحياتية اليومية نتيجة انشغال الأزواج لفترات طويلة خارج المنزل، بينما
يبدو عدم السماح للمرأة باتخاذ القرارات الاستثمارية والادخارية، يعود إلى
قناعة الرجل بتدني خبرة المرأة, مقارنة بالرجل في هذا الشأن».
تخصصات المرأة
ويوضح د.عبدالباري أن «تقدير الرجل للمرأة في الفترة الراهنة يتضح من خلال
سماح الأزواج لزوجاتهم باتخاذ القرارات في المجالات الاجتماعية بشكل كبير،
حيث أشارت نسبة 100 في المئة من العينة إلى اتخاذ القرارات المتعلقة بمجال
العلاقات الاجتماعية والمجاملات، كما أشارت نسبة 79 في المئة منها إلى
دورهن الفاعل في القرارات التي تتعلق بالصحة والطب والعلاج. وأكدت 73 في
المئة من العينة اتخاذ القرارات المتعلقة بإحضار الخادمات». ويقول إن
«ارتفاع هذه النسب دليل على إدراك الرجال أن هذه الأمور هي من تخصص المرأة
بشكل كبير، نتيجة ارتباطها بالمنزل بشكل أكبر من الرجال، وربما يميل البعض
إلى القول إن هذه الأدوار تقليدية، وبالتالي فهي تلائم المرأة بشكل أكبر
بدليل انخفاض نسبة المساهمات باتخاذ قرار السفر والسياحة إلى 46 في المئة».
تراجع
ويعود ليؤكد أن «هناك تراجعاً في سطوة العادات والتقاليد القديمة التي
تُعلي من الطبيعة الذكورية للمجتمع, بدليل ارتفاع نسب النساء اللواتي يتخذن
القرارات التي تتعلق بأسلوب تربية الأبناء ( 72 في المئة) وهذا عائد
بطبيعة الحال إلى طول الفترة التي تقضيها الأم مع الأبناء مقارنة بالأب،
وهذا ما تدعمه 64 في المئة من النساء اللواتي أشرن إلى اتخاذ القرارات التي
تتعلق بتسمية الأبناء». إلا أن «هذا التراجع في سطوة التقاليد الذكورية»
حسب ما يوضح الدكتور عبدالباري، «لا يعني عدم وجود بعض الرواسب الجامدة,
التي مازالت مسيطرة بشكل كبير، ويؤكد ذلك انخفاض النسبة التي أشارت إلى
اتخاذهن قرارات الإنجاب بحيث لم تتجاوز هذه النسبة 5 في المئة فقط من
إجمالي اللواتي شملهن الاستبيان». يتابع: «يبرر انخفاض هذه النسبة ارتباط
قرارات الإنجاب في جزء كبير منها بالعوامل القدرية، فضلاً عمّا نشأ عليه
الرجال بأن مزيداً من الأبناء يعني المزيد من العصبية، والقوة الاجتماعية
للأب، فضلاً عن دوره كذلك في تعزيز وضع المرأة ومكانتها في الثقافة
العربية. كما أن انخفاض نسبة متخذات القرار المتعلق باختيار المدارس ونوعية
التعليم (41 في المئة) مقارنة بالقرارات السالفة،
يشير إلى الاعتراف المجتمعي بدور الأب كولي أمر للأبناء من الوجهة
القانونية والمجتمعية على السواء».
جانب إيجابي
واللافت للانتباه في رأي الدكتور عبدالباري، «هو ارتفاع نسبة من أكدن أن
قرارات العمل وتركه أو تغييره ارتفعت إلى نسبة 99 في المئة من عينة
الموظفات اللواتي شملهن الاستبيان، وهذا راجع إلى حيازة المرأة العربية
للكثير من حقوقها الاجتماعية، وتقدير المجتمع للمرأة ككائن اجتماعي فاعل في
المجتمع، شريطة عدم التعارض مع مبادئ وقيم المجتمع الأساسية، التي نشأ
عليها كل من الرجال والنساء على السواء، وهو يرتبط بجانب إيجابي يعتمد على
عدم الانسياق الأعمى وراء كل مستورد من الفكر الغربي مما يحمل معه اعتراف
المرأة العربية بإيجابيات كثيرة تتضمنها ثقافتنا العربية التي قد تفرض بعض
القيود على المرأة، ولكن من باب صيانتها والحفاظ عليها».
تفاهم
كيف تنظر النساء إلى موقفهن من صنع القرار داخل البيت؟ وهل جاء تمكنهن من
الانفراد ببعض القرارات الأسرية بمستوى ما كنّ يطمحن إليه؟ وما العوائق
التي تحول دون تفعيل انفراد المرأة بالقرار داخل مملكتها؟ تؤمن رفد أحمد
(مهندسة, متزوجة منذ 5 أعوام) بمبدأ الثنائية والمشاركة في الحياة الزوجية
لما فيها من سعادة للعائلة واستقرارها، إلا أنها تقول إن «هناك قرارات
يعتبر حق الانفراد بها أمراً حتمياً ولابد منه, خاصة تلك التي تتعلق بحقوق
المرأة الخاصة». وتربط رفد مابين المساحة الممنوحة للزوجة في الانفراد
بالقرار الأسرى مع طبيعة علاقتها مع زوجها، لافتة إلى أنه «عندما يكون هناك
تفاهم وحب وحوار بين الزوجين, فإن فرصتها في اتخاذ قرارات منفردة تكون
أكبر». تضيف: «كذلك، تحدد طبيعة الرجل وشخصيته إمكان اتخاذ القرار من عدمه
من جانب المرأة، إضافة إلى الأسلوب الذي تتبعه المرأة في اتخاذ القرار.
والمرأة الحكيمة هي التي تستطيع أن تطرح قراراتها بحكمة ولطف ولين».
مهام متخصصة
وتوافق نيفين سعد (موظفة متزوجة منذ تسعة أعوام ) رفد الرأي، وتقول: إنّ
هناك أدواراً طبيعية لكل من الرجل والمرأة يقومان بها مشتركين أو منفردين.
فدور الرجل الأساسي يكمن في العمل وتوفير الموارد المادية للأسرة, وللمرأة
دورها الطبيعي في إدارة شؤون البيت. فلا الرجل يستطيع أن يلغي المرأة، ولا
هي تقوم بالتعدي على أدواره, ما يجعل دائرة قراراتها المنفردة تنحصر في
المهام التي تقوم بها في البيت». وهذا التخصص في اتخاذ القرارات من وجهة
نظر نيفين «لا يعني أبداً أن المرأة تعاني التهميش في اتخاذ القرارات داخل
الأسرة».
الأصلح
وتتحدث جوهرة أبو الناس (متزوجة منذ 5 سنوات مديرة مبيعات) عن تجربتها في
هذا الإطار قائلة: «أنا وزوجي متفقان على المشاركة في اتخاذ القرارات
المهمة في الأسرة، التي تنظم علاقاتنا الاجتماعية وتحمي مستقبل أولادنا,
ولكن هناك أموراً أقرر فيها وحدي, وهي التي تختص بداخل البيت، مثل التفاصيل
اليومية والمتعلقة بالأولاد وأساليب رعايتهم, إدارة شؤون البيت وغيرها».
وترى جوهرة أن «الزوجة تقرر منفردة في الأمور التي تكون هي الأصلح للقيام
بها, فيبقى اتخاذ القرار بالنسبة إلى المرأة داخل بيتها يعتمد على التجربة
والخبرات في الموضوع».
نظرة متشائمة
لكن فايزة عووضة (موظفة, متزوجة منذ ثلاثة عقود) تنظر إلى النصف الفارغ من
الكوب وتقول: «مهما يكن للمرأة من المكانة العلمية أو الاقتصادية أو
الاجتماعية وحتى إن أصبحت رئيسة وزراء , فإنها لا تملك صنع القرار في كثير
من الأمور المتعلقة بأسرتها, وتكون الكلمة الأولى والقرار النهائي للرجل.
فهي في أفضل الأحوال قد تبدي رأيها وتشارك ولكن تبقى الكلمة الأولى
والأخيرة للرجل». وتشير عووضة إلى كثير من المعوقات التي تقف أمام المرأة
وأمام صلاحيتها لاتخاذ قرارات منزلية منفردة، تقول: «أحياناً تكون المرأة
على قدر من الحكمة والثقافة, التي تمنحها الأهلية في صنع القرار داخل
أسرتها, لكن اصطدامها بزوج مسيطر يحرمها من ذلك, وإن أفلتت من سطوة الرجل
تقيدها الأعراف الاجتماعية». وبوجهة النظر نفسها غير المتفائلة، لا تجد
داليا عدنان (ربة منزل, متزوجة منذ 3 أعوام ) في انفراد المرأة بالقرار،
وأن تكون ذات صلاحيات واسعة في اتخاذه، ما يحقق لها التميز, أو يشكل باعثاً
للراحة، بل بعكس ذلك فهي تصفه بأنه «مسؤولية وعبء إضافي». وتمضي قائلة:
«كثير من النساء تعوزهن الثقة بالنفس إضافة إلى ذلك. لذا، يعتبرهن أزواجهن
غير مؤهلات للانفراد ببعض قرارات البيت لأنهن
غير حازمات, وقد يكون الرجال على حق، إذ إن المرأة بطبيعتها مترددة».
أهل للثقة
هل يقبل الرجل أن تتخذ زوجته قرارات بمفردها؟ وما حدود هذه القرارات التي
يوافق على أن تكون لزوجته اليد العليا فيها؟ وهل المرأة أهل من وجهة نظر
الرجال؟ بالنسبة إلى فيصل البلوشي (موظف, متزوج منذ ثمانية أعوام) فهو يؤكد
ثقته الكاملة في القرارات التي تتخذها زوجته منفردة في ما يخص البيت
والأسرة, لا بل إنه يذهب إلى أكثر من ذلك حين يقول إنه يعتمد عليها في
إدارة بعض المشروعات الاستثمارية , ذات الصلة بمستقبل الأسرة, وذلك لطبيعة
عمله والتي تستوجب عليه الغياب عن البيت لفترات طويلة. ومن خلال تجربته مع
زوجته، يؤكد فيصل أنه يعطيها صلاحيات بلا حدود للبت في كل الأمور المصيرية
المتعلقة به وبأفراد أسرته, وإذ يبدي رضاه عن النتائج، يقول: «لم أندم قط
في أني أطلقت يدها في قراراتنا المصيرية, لا بل إن نتائج قراراتها أحياناً
تأتي بصورة أفضل مما أتوقع».
ليس فيصل البلوشي الوحيد الذي يؤمن بمقدرات المرأة, في اتخاذ القرارات
المصيرية داخل البيت, إذ يشاركه هذا الاعتقاد إبراهيم جغبير (متزوج منذ 20
عاماً), إذ يرى أن «المرأة عموماً أهل للثقة وقادرة على اتخاذ أعظم
القرارات المصيرية التي تخص العائلة». يضيف: «المرأة تقيس الأمور بعقلها
وقلبها, وهذا هو التوازن الذي يصنع النجاح, وهي مؤهلة لاتخاذ القرار مثلها
مثل الرجل، بل تتميز عليه بنقطة العاطفة». ويلفت جغبير إلى أن ظروف عمل
الزوج أحياناً قد تجبره على أن يكون بعيداً عن موقع الحدث في البيت، ما
يستوجب أن يكون هناك بديل عنه يقرر، خاصة إن كانت المسألة ملحة ومهمة. في
هذه الحالة الزوجة تكون مؤهلة لأن تقوم بهذا الدور». لافتاً إلى أن «لإعطاء
الرجل الثقة للمرأة أثراً عظيماً في اتخاذها القرارات الصحيحة, كما يتيح
لها فرصة إثبات مقدراتها في إدارة دفة البيت».
رجل شرقي
أما عبد الله سعيد الغيثي (موظف متزوج حديثاً) فيعترف بأن «الرجل الشرقي
ينحاز كثيراً إلى رجولته, إذ إنه يحب الفوقية والتفوق, في حين أن السماح
لزوجته بالانفراد بالقرارات الأسرية لا ينسجم مع هذا الطبع كثيراً, وسيكون
أكثر سعادة إذا جارته المرأة وقبلت قوامته عليها وتغاضت عن سيطرته وتنازلت
عن حقها في اتخاذ القرار». ولا ينكر عبدالله «تأثير المرأة في كثير من
القرارات في البيت. فالبيت مؤسسة مشتركة, ولابد أن يكون لكل طرف فيها
مسؤولياته, وبالتالي قدرته على اتخاذ قرار في إطار هذه المسؤوليات».
تشكيك
ويبدو فؤاد الشديدي (متزوج منذ 8 سنوات) أكثر تعصباً حينما يشكك في قدرة
النساء على اتخاذ القرارات وحدهن. فبينما يرى البعض أن طبيعتهن تُحسب
لمصلحتهنّ في مسألة اتخاذ القرار, يرى فؤاد خلاف ذلك ويقول: «إن عاطفة
المرأة تقف حاجزاً بينها وبين قدرتها على اتخاذ القرار الصحيح, وبالتالي
عدم ثقة الزوج بها». يضيف: «إذا كان اتخاذ القرار الصائب صعباً بالنسبة إلى
الرجل, فإنه أكثر صعوبة بالنسبة إلى المرأة نظراً إلى قياسها الأمور
بمنظار القلب». كذلك، يشكك فؤاد «في قدرة المرأة على اتخاذ القرارات في
الشؤون الاقتصادية للأسرة, وإدارة المال والأعمال»، لافتاً إلى أن «المسألة
صعبه من الناحية النفسية, كما أنها تتطلب شيئاً من روح المغامرة, وهذه
الصفة تفتقدها تقريباً جميع النساء».
قضية عامة وخاصة
تؤكد أستاذة علم الاجتماع في «جامعة الإمارات» الدكتورة سعاد العريمي، أن
«أهمية صنع القرار بالنسبة إلى المرأة لا تنحصر في وجودها في البرلمان أو
الدوائر الاقتصادية والمالية. ولكن، عندما نتحدث عن فاعلية المرأة في اتخاذ
القرار داخل الأسرة، لابد قبل هذا أن نعرج على الفضاء الذي تتحرك فيه
المرأة، ومساحة مشاركتها في القرار وصناعته على المستوى العام. فجميع هذه
الأمور هي التي تحدد قدرة المرأة على اتخاذ القرار على مستوى بيتها كذلك,
فهما قضيتان قد لا تنفصلان عن بعضهما بعضاً».
وتلفت الدكتورة العريمي إلى أن «دور المرأة في الأسرة من الأدوار التي طرأ
عليها بعض التغيير في العصر الحديث، وذلك عندما تعلمت وعملت وشاركت الرجل
في الأدوار العامة في المجتمع». مع ذلك تؤكد الدكتورة العريمي أنها «لاتزال
تحتفظ بشكلها التقليدي المعروف». وترى «أن المرأة مازالت تواجه اتجاهات
سلبية ومتعصبة للفهم الذكوري في بعض المجتمعات التقليدية, والتي لا تتقبّل
أحياناً قرارات منها، مع أنها قد تكون صحيحة». وتشير إلى أن «التعصب وعدم
الاستيعاب يقفان كحائط يعرقل مسيرتها». وتقول: «المرأة على المستوى العام,
مازالت غائبة في أغلب الأحيان عن مراكز صنع القرار, في الدوائر الحكومية
والأعمال المالية والتجارية, على الصعيد العالمي. وهي أزمة تتعلق بعوامل
كثيرة, أهمها المسائل السياسية وقضايا تمكين المرأة, إضافة إلى التشريعات,
والعوامل الاجتماعية المتعلقة بالعادات والتقاليد ونظرة المجتمع للمرأة».
وفي مقارنة لحجم الصلاحيات التي تتيح للمرأة اتخاذ وصنع القرار داخل البيت
بين الماضي والحاضر، تقول الدكتورة العريمي: «إن هناك تغييراً ملحوظاً في
العلاقات الزوجية العصرية, إذ إنها تغيرت كثيراً عما كانت عليه في الأمس،
فهي تسير بخطوات كبيرة نحو قدر أكبر من المشاركة في اتخاذ القرار». وتلفت
إلى أن «هناك اعترافاً بتغيير دور المرأة, فقد أصبحت منتجة ومسهمة في
الموارد الاقتصادية للعائلة، وبالتالي لم يعد الرجل هو صاحب الكلمة العليا
والآمر الناهي في اتخاذ القرار والتحكم في شؤون الزوجة والبيت، بل أصبحت
هناك ديموقراطية زوجية في ما يتعلق بطرق اتخاذ القرار». وتختم قائلة: «حتى
وإن لم تنفرد المرأة ببعض القرارات في البيت, إلا أنها أصبحت مشاركاً
أصيلاً فيها, وهذه خطوة نستطيع أن نقول إنها إلى الإمام في مسيرة المرأة,
نحو تفعيل دورها الحقيقي وإثبات وجودها».
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى