أنا مسلمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
المنتقبة
المنتقبة
عدد المساهمات : 438
تاريخ التسجيل : 07/03/2010
العمر : 47
https://anamuslima.yoo7.com

ماذا تفعلين عندما يرفض طفلك الاكل؟ Empty ماذا تفعلين عندما يرفض طفلك الاكل؟

الأحد مايو 09, 2010 12:28 am
يُجمع الأطباء، ومعهم متخصِّصو التربية، على أن رفض الطفل أكل وجبته يشكل،
بالنسبة إلى والديه، وأمه خصوصاً، حالة شائكة، مُحيِّرة، و«معركة» ميؤوساً
منها. فالطفل، عموماً، هو الذي «ينتصر» في مثل تلك المواجهات، وهي ليست
نادرة بالدرجة التي نتصور. إذ كيف يمكن حمل طفل على الأكل؟ التغذي عمل
إرادي بجدارة، ولا يمكن فرضه من دون الانزلاق في درب القسوة السادية، وذلك
آخر ما قد يفكر فيه والدان سليما العقل.
على الرغم من ذلك، قد تعينك النصائح والملاحظات الآتية على مواجهة تلك
الحالات بشكل أفضل. وتلك القواعد العامة مقسومة على أربعة أجزاء:
«المرونة»، و«نبذ الإكراه»، و«تحكيم المنطق»، و«تبديد القلق».
1 - المرونة
في السنوات الأخيرة، عهد أطباء الأطفال على حض الأمهات على تنويع أطعمة
الرضيع في سن مبكرة للغاية (زهاء 4 أشهر). لكنهم، في بعض الأحيان، ينسون أن
ينصحوا الوالدين نصحاً كافياً، وأن يذكروهم بأن البدء بتنويع غذاء الرضيع
لا ينبغي أن يكون إلزامياً بتاتاً، ولا يجب إطلاقاً فرضه فرضاً على الطفل.
إلى ذلك، ينبغي تفضيل التوازن الغذائي على التنويع في حد ذاته.
فالتنويع، بحسب معظم الاختصاصيين، يسر الوالدين أكثر مما يُسعد الطفل نفسه.
فهذا الأخير قد يتلذذ بالأكلة نفسها يومين أو ثلاثة أو أكثر، أو ربما
لأسابيع. ولا ضير في ذلك مادام ما يُقدّم في صحنه يمثل غذاءً متوازناً،
وبكمية غير زائدة على الحاجة. فليس مطلوباً من الطفل أن يكون «خبيراً» في
المذاق وضليعاً في الطعام الراقي. فالحياة أمامه لكي يتعود على أنواع
المذاق المختلفة، وتمييزها، وتحديد ما يستهويه من بينها. المطلوب تغذيته
تغذية متزنة، تتناسب مع متطلبات نموه بالقياس إلى مرحلته العمرية.
هكذا، جربي التنويع بشكل تدريجي جداً، من غير تهور. قدمي له، مثلاً، قطعة
لحم مفروم صغيرة (زهاء 10 غرامات في البداية)، ولاحظي إن أحبها أم لا. فإن
عافها، فلا تجزعي. انسي الأمر، ثم عاودي الكرَّة بعد بضعة أيام. وجربي، على
المنوال نفسه، الخضار المختلفة، والسمك والدجاج والجبن والزبد والبيض
المسلوق والفواكه، إلخ، على أن تكون كلها مفرومة فرماً ناعماً جداً، أو
مهروسة، لكي يتسنى له أكلها. القاعدة الذهبية: لا تلحّي عليه، ولا تفرضي
فرضاً. فغالباً ما ينجم عدم تقبُّل الصغار للأكل لاحقاً، عندما يصبحون في
سن أكبر، عن «صدمة» نفسية تجاه فكرة الطعام، حصلت أثناء مراحل الطفولة
الأولى، أثناء الانتقال من الحليب فقط، كغذاء، إلى نظام يجمع الحليب مع
أغذية أخرى.
أما عن أسباب نصح الأطباء بتنويع أغذية الرضيع، فثمة تبريران اثنان:
• يسهم تنويع غذاء الرضيع في تسهيل الفطام، الذي لا يندر أن يكون مصحوباً
ببعض المصاعب، لاسيَّما بين سني 6 أشهر و8 أشهر.
• ينبغي إكمال الغذاء الآتي من الحليب بأغذية أخرى، إذ لا يعود الحليب
كافياً لتلبية الاحتياجات الغذائية للرضيع، لاسيَّما بدءاً من سن 6 أشهر.
إلى ذلك، ينصح أطباء الأطفال بتنويع الأغذية الجديدة المدخلة في وجبات
الطفل. لكن، على صعيد الواقع، لوحظ أن الطفل لا يهتم بموضوع التنويع بقدر
ما يهتم بتناول طعام يستهويه ويجده لذيذاً، حتى وإن تناوله مراراً
وتكراراً. ثم ماذا؟ ليس عيباً إعطاؤه الطعام نفسه إذا كان متوازناً، ويضم
تشكيلة منوعة في حد ذاته. القاعدة العامة: ينبغي إبداء مرونة كبرى عند
البدء بتعويده على تغيير عاداته الغذائية.
2 - نبذ الإكراه
لكي يستعيد الطفل حبه للأكل، ومتعته أثناءه، ينبغي قبل كل شيء التخلي عن
إرغامه على أكل وجبته في وقت محدد. اتركي له شيئاً من الخيار لكي يحدد
بنفسه متى يريد أخيراً أن يأكل. كما يجب تحضير وجبة مشهية، برائحة زكية
وطعم طيب، يستلطفهما الطفل. وفي هذا الشأن، نشير إلى أن بعض كتب الطبخ تعطي
وصفات خاصة، ونصائح لـ«تزيين» الطعام، وربما حتى إدخال جانب لعب فيه (مثل
رسوم أو أشياء محضرة بحيث تبدو مثل لعب)، بحيث يستلطفها الطفل، فتتشكل بينه
وبين صحنه «ألفة» معينة، وآصرة عاطفية، تقرب الطفل من الطعام، وتجعل «فرض»
الأكل يبدو وكأنه لعبة مسلية. وحتى من دون كتاب طبخ، يمكنك تشغيل خيالك
لابتكار أكلات تفي بالغرض.
إلى ذلك، ينبغي معرفة أن العاملين الاجتماعي والنفسي مهمان جداً بالنسبة
إلى الطفل. فعندما يتناول رضيع، مثلاً في سن 10 شهور أو 15 شهراً، وجبته مع
والدين يسمِّران نظريهما على جهاز التلفزيون، فبالتأكيد تعافه الشهية
والرغبة في الأكل. في المقابل، عندما يبدي الوالدان نوعاً من المشاركة معه،
فإن ذلك يندرج في إطار «الشحنة العاطفية» الضرورية لنموه العقلي والذهني
والسلوكي. هكذا، يأكل بشهية أكبر، ولا تعود عنده أسباب لرفض الطعام.
كما ينبغي التفكير، من وقت إلى آخر، بتنظيم نزهة أكل (في متنزه أو حديقة،
أو في الأرياف القريبة). فتلك وسيلة تحمله على الانبهار، واكتشاف مكان
جديد، مختلف عن بيئة البيت، ما يفتح شهيته ويعينه على تقبل الأكل أكثر. وفي
الأحوال كلها، يجب إعطاؤه أغذية مناسبة لسنه، ومقطعة قطعاً صغيرة، مع
الحرص على تفادي المكسرات (فستق أو بندق أو لوز وجوز، وما إلى ذلك) للصغار
جداً، لما تنطوي عليه من خطر اختناق. وهنا، نذكر بأن الهدف لا يتمثل في
تغيير العادات الغذائية العائلية جملة وتفصيلاً. فمن غير المعقول تنظيم
نزهة «پك نك» في ظهيرة كل يوم، بحجة إطعام الصغير العنود. لكن مثل تلك
المناسبات، من وقت إلى آخر، تساعد كثيراً على أن يستعيد الطفل لذة الأكل
ومتعته، فتنعكس إيجاباً على الأيام التالية، في البيت نفسه. فالهدف هو
إفهام الطفل أن ساعة الأكل متعة ولذة، وليس «إبرة» ممرضة ينبغي عليه
تقبلها، شاء أم أبَى.
3 - تحكيم المنطق
ينبغي عدم تهويل الأمور، والتحلي بالصبر، وتحكيم المنطق. فالأمر ليس في تلك
الخطورة، ولا يجب أن يتعامل معه الوالدان وكأنه «نزاع» مع طفلهما، يتحتم
عليهما الظفر به. ففي مجتمعات كثيرة، باتت استهلاكية بشكل مفرط، جرت العادة
على الأكل أكثر ممَّا يحتاج إليه الإنسان حاجة فعلية، بنسب تتراوح بين 20
في المئة و50 في المئة. بل، حتى في معظم بلدان منطقتنا، لو قارنا ما نأكله،
من حيث الكمية والتنوع، بما كان يأكله آباؤنا وأجدادنا، لوجدنا أننا، في
أيامنا هذه، نستهلك أكثر منهم بكثير. فهم كانوا زاهدين، يكتفون ببلح ولبن،
وأحياناً صحن أرز أو رغيف خبز. ولم يكونوا يتناولون اللحوم سوى في الأعياد
والمناسبات. فهل منعهم ذلك من التمتع بصحة جيدة؟
لذا، ينبغي التفكير في طرح التساؤل التالي: هل يمكن اعتبار معايير
الوالدين، من حيث الكمية الغذائية اللازمة، مضبوطة من الناحية الصحية؟ ألا
يجوز الظن أن تعودهما على كميات زائدة على اللزوم ينعكس على ما يتمنّيان أن
يتناوله طفلهما؟ في النهاية، ربما هو المُحق أكثر منهما، بكل براءة ومن
دون حسابات، إنما مدفوعاً من غريزة البقاء وحسب.
فلكل فرد حاجاته الغذائية، المختلفة عن حاجات الآخرين. والتباين بين طفل
وآخر يمكن أن يصل الضعف. فاعلمي أن ثمة أولاداً طبيعيين يأكلون مقدار كذا،
وفي الوقت نفسه ثمة أطفال، هم أيضاً طبيعيون، يأكلون نصف كذا. وثمة أولاد
يكتفون بوجبة حقيقية واحدة في اليوم، ومع ذلك ينعمون بعافية طيبة، بينما لا
يتخلى آخرون عن وجبتين أو ثلاث. لذا، ليس هناك أي مسوغ علمي أو طبي ينص
على ضرورة أن يأكل الأطفال كلهم ثلاث وجبات يومياً. القاعدة الأساسية:
ينبغي ترك الطفل على سجيته، إلا إذا كان امتناعه عن الطعام ناجماً عن حالة
مرضية خاصة، تستدعي إشراف طبيب، عام أو نفسي. وهذه حالات أندر من نادرة عند
الأطفال. فعلى العكس: في حال زهد طفل ما في الأكل من دون أن يؤثر ذلك في
نموه، فإن في ذلك دليلاً على أنه يتمتع بصحة ممتازة.
4 - تبديد القلق
وهنا، لا نعني قلق الطفل (لأنه لا يقلق لهذه الأمور)، إنما قلق الوالدين
نفسيهما. فعليهما فهم حقيقة أن صحة طفلهما غير مرتبطة بالضرورة بشهيته، أو
بكمية ما يتناوله من طعام. وهذا ينعكس على الطفل: عندما يلاحظ أن والديه لم
يعودا يرتبكان ويقلقان إزاء تمنعه عن الأكل، لا يعود «يتلذذ» في إقلاقهما
من خلال رفض الطعام. هكذا، ينتهي به المطاف بالتخلي عن الرفض، بما أنه لا
يعود ذا مغزى في جذب انتباه الوالدين، واستدرار عطفهما وشفقتهما.
كما يُنصح بتفادي طبخ أكلات صعبة الطهو، وتستغرق وقتاً وتتطلب جهداً، من
أجل الطفل وحده. فمن المزعج جداً، بالنسبة إلى الأم، أن تبذل تلك الجهود
كلها، وتمضي ساعات في المطبخ، وتتفنن في تركيب الأكلة، ثم تجد طفلها عابساً
أمام الصحن، رافضاً تناوله. في تلك الحالة، قد تنتابها الرغبة في توبيخه،
أو ربما إرغامه على الأكل، وهو شيء لا يجدي نفعاً، مثلما ذكرنا. هكذا،
حاولي، على العكس، أن تقدمي له وجبات بسيطة، لا يتطلب تحضيرها جهداً
كبيراً.
وتظل قاعدة عدم إكراه الطفل هي الأهم. إذ لا مبرر لها على الإطلاق، ولا
جدوى منها في أي حال. وعلى العكس منها، يؤدي «التحايل» مع الطفل (من خلال
اتباع النصائح المذكورة أعلاه) إلى نتائج مضمونة بنسبة 99 في المئة من
الحالات.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى