أنا مسلمة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
الحاجه ام عبدالرحمن احمد
عدد المساهمات : 95
تاريخ التسجيل : 24/05/2010

اولائك اولياء الله حقا Empty اولائك اولياء الله حقا

الخميس يونيو 17, 2010 5:28 pm
خطبة سمعتها فى الجامع

1-من هو الولي:
لقد بات مفهوم الولاية الحقيقي غائبا عن الكثيرين كما ورد في الكتاب والسنة وبحسب ما فهمه السلف الصالح، وصار المتبادر إلى الذهن عند سماع كلمة الولي: ذاك الشيخ الذي يتمتم بأحزابه وأوراده، قد تدلت السبحة حول عنقه، وامتدت يداه إلى الناس يقبلونها وهم يكادون يقتتلون على التمسح به.
وآخرون يرون مجذوباً متسكعاً على قارعة الطريق حافي القدمين، متسخ الثياب فيشيع بينهم أنه ولي يعتقدون أن لمثل هذا سر مع الله، وربما رأوا كاهناً أو عرافاً يخبر الناس بما يغيب عنهم من ماض وحاضر ومستقبل فيظنون فيه الولاية لله مع علمهم بأنه لا يأتي الصلوات ولا يحضر الجماعات، ويظنون فيهم صنوف العجائب والكرامات وقد غاب عنهم حقيقة الكرامة ومتى يعطاها الإنسان ولماذا؟
حتى صار من الناس اليوم من يعتقد أن من أولياء الله من يطوي الله لهم الأرض والزمن حتى إن منهم من يصلي الصلوات الخمس في اليوم الواحد في خمس بقاع مختلفة من العالم. وأن بعد المسافات لا يحول دون اطلاعه على أحوال تلاميذه ورعايته لهم ولو من بعيد. وأن أولياء الله يتفاوتون في المراتب.
فمنهم الوتد ومنهم النجب ومنهم القطب ومنهم الغوث.
وهكذا قامت في أذهان الجهال من الناس مملكة هرمية وهمية من الأقطاب والأبدال والأوتاد، بهم تقوم الأرض والسماء وبهم تقضي الحوائج هم أولياء الله.
وهذا فَهَمٌ سقيم، وباطلٌ عظيم؛لان القران الكريم تولى تعريف الأولياء بما لا يترك مجالا للتردد أو التساؤل أو التوقف؛ يقول الله عز وجل ((ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون)) ويقول أيضا ((إن أولياؤه إلا المتقون)).
لذا قال أكثر واحد من أهل العلم منهم الإمام الشافعي : "إذ ا رأيتم الرجل يطير في الهواء أو يمشي على الماء فلا تقبلوا منه دعوى الولاية حتى تعرضوا أعماله على الكتاب والسنة،،
فبالرجوع إلى قوله تعالى أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ))نعرف أهم صفات أولياء الله فقد وصفهم الله بأنهم الذين آمنوا وكانوا يتقون والإيمان هو ((أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)).أما التقوى فهي المذكورة في قوله تعالى: وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [البقرة:177].
لذا فان أولياء الله تعالى هم الذين حققوا التوحيد، فعظموا الله تعالى في قلوبهم، فلم يخافوا غيره، ولم يرجوا سواه، فتعلقت قلوبهم به، يعلمون أنه لا رادّ لأمره ولا معقبّ لحكمه، وأنه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، وأنه لا مذلّ لمن أعزّ ولا معز لمن أذل.
أولياء الله في مقام التوكل هم أعظم الناس توكلاً، يعلمون أن أمر الرزق والحياة والنفع والضر بيد الله تعالى وحده، في حديث ابن عباس عند الترمذي وغيره: ((واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيءٍ لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك))، وحدّث عمر يومًا فقال أمرنا رسول الله أن نتصدق ووافق ذلك عندي مالاً فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يومًا، فجئتُ بنصف مالي، فقال : ((ما أبقيتَ لأهلك؟)) فقلت: مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال: ((يا أبا بكر، ما أبقيت لأهلك؟)) فقال: أبقيت لهم الله ورسوله.
أولياء الله أرسخ الناس قدمًا في مقام الإيمان بالقضاء والقدر، يعلمون أن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم، وما أخطأهم لم يكن ليصيبهم، فحين يُقْدِمون في المعارك يعلمون أن الشجاعة والإقدام لن تُنْقِصَ الأعمار، وأن الجبن والتأخر لن يزيد في الأعمار، كان علي يقول:
أيُّ يومـيَّ من الموت أفرّ: يـوم لم يقدَر أو يـوم قدِر
يـوم لم يقدر لا أرهبـه ومن المقدور لا ينجِي الحذَر
أيها المؤمنون، إنّ أولى من يدخل في عداد أولياء الله أولئك المؤمنون المجاهدون؛ فإنهم يعلمون علم اليقين أن كل قِوى العالم لن تستطيع أن تضرهم بشيء إلا بما هو مقدر عليهم، فتجد الواحد منهم مقداما لا يخاف، همه متجه إلى الله تعالى، لا يسأل غيره ولا يستعين بسواه.
أولياء الله أعلم الناس وأفقههم في أسماء الله وصفاته، آمنوا بما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، بل اعتقدوا أنه تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. صح عنه أنه قال: ((أولياء الله تعالى الذين إذا رؤوا ذكر الله تعالى))، ولذا فكَم ترى من الصالحين من تزيدك رؤيتهم نشاطًا في الطاعة ومسابقة إلى الخير وشوقًا إلى الجنة، ناهيك عن صحبتهم ومخالطتهم.
أولياء الله يؤدون ما افترضه الله عليهم من فرائض وواجبات ؛ بل يزيدون على ذلك بالنوافل والمستحبات راجين محبة الله لهم (( وما تقرب إلى عبدي بشئ أحب مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه))
أولياء الله لا يأكلون الربا، ولا يستحلون الرشا، ولا يستمعون الغناء، ولا يتنكبون عن طريق الهدى، وهم أيضًا يفشون السلام، ويطعمون الطعام، ويصِلون الأرحام، ويصَلّون بالليل والناس نيام، طمعًا في دخول الجنة دار السلام بسلام، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويخلصون النصيحة، ويتواصون بالحق والمرحمة، ويحبون لإخوانهم في الله من الخير ما يحبون لأنفسهم، وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ [الحشر:9]، ويؤثرون طاعة الله وطاعة رسوله على طاعة أيّ أحد من الخلق، وهم أيضًا كما وصفهم الله: أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ [المائدة:54].
وأولياء الله لا يستهينون بصغيرة من المعاصي، ولا يجترئون على كبيرة، ولا يصرون على خطيئة، وهم يعلمون ويعتقدون معنى قوله : ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا)) وشبّك بين أصابعه، ويأمرون بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بمُرّ القضاء، ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ويعتقدون معنى قوله : ((أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا))، ويندبون إلى أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمّن ظلمك، ويأمرون ببر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك، وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحقّ أو بغير حقّ، ويأمرون بمعالي الأخلاق، وينهون عن سفسافها.
وأولياء الله يتبعون آثار رسول الله باطنًا وظاهرًا، ويتبعون سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار إتباعا لوصية رسول الله حيث قال: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة))، ويعلمون أن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد ، ويؤثرون كلام الله على غيره من كلام أصناف الناس، ويقدمون هدى محمد على هدى كل أحد.
2-فضل الأولياء:
ولقد امتن الله سبحانه وتعالى على هذه الطائفة الخيرة بفضائل عديدة ومكارم كثيرة منها:
1-انه أكرمهم فهداهم إلى الإيمان به، وإلى معرفته وطاعته ومحبته ونصرة دينه، فصاروا بذلك أولياء له سبحانه وتعالى: ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ يُخْرِجُهُم مّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ [البقرة:257].
فجعل لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة، كما قال تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء ٱللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فِي ٱلْحَيوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ [يونس:62-64].
2-وأخبر سبحانه بأنه معهم ينصرهم ويؤيدهم، كما قال تعالى: إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ [النحل:128]، وقال سبحانه: إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَـٰدُ [غافر:51]، وفي الحديث القدسي الذي يرويه عن ربه عز وجل: ((فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه))
3-وأكرمهم الله تعالى بتبشير الملائكة لهم عند خروج روحهم من هذه الحياة الدنيا، فقال تعالى: إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَـٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلملائكة أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلآخِرَةِ [فصلت:30، 31].
4-وعادى سبحانه وتعالى من عادهم وآذاهم فقال : ((إن الله قال: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب)) ، قال ابن رجب: "أي: فقد أعلمته بأني محارب له، حيث كان محاربًا لي بمعاداة أوليائي"
5-جعل الله لهم يوم القيامة منابر من نور فقد روى ابن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ،، ((إن من عباد الله عبادًا يغبطهم الأنبياء والشهداء قيل: من هم يا رسول الله؟ لعلنا نحبهم، قال: ((هم قوم تحابّوا في الله من غير أموال ولا أنساب، وجوههم نور، على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس))،ثم تلا قول الله تعالى ((ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)).
3-مايجب على الناس تجاه أولياء الله الصالحين:
أيها الإخوة المؤمنون إن الناس مع الأولياء ثلاثة أقسام: طرفان ووسط ؛؛ فالطرف الأول أهل الإفراط: الذين أفرطوا في محبة الأولياء فأخرجوهم من البشرية وخلعوا عليهم وصف الربوبية والألوهية، ولذا تراهم حول قبورهم طائفين عاكفين، بهم يستغيثون، وإياهم يدعون،وعلى اعتابهم يسجدون لأنهم يعتقدون أنهم في الكون يتصرفون، فهم في اعتقادهم يعطون ويمنعون، ويعزّون ويذلّون، ويولون ويعزلون، وهم بذلك بالكفار متشبهون، حيث قالوا: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى [الزمر:3].
وقابل هذا الطرف الطرفُ الثاني أهل التفريط فأنكروا الولاية والكرامة، وناصبوا أهلها العداوة، وسبّوهم بقصد تنفير الطرف الأول منهم، حتى يرجعوا عما وقعوا فيه من الشرك بسببهم. والطرفان مذموم،
والوسط المحمود هو الإيمان بأن الله ولي الذين آمنوا وهم أولياؤه، وأن الله قد يجري على يدي أحد أوليائه شيئا من خوارق العادات، التي تعرف بالكرامات، لحكمة أرادها سبحانه وهو العليم الحكيم. وأن هؤلاء الأولياء لا يمكن لهم أبدا أن يخرجوا عن دائرة العبودية إلى مرتبة الألوهية، بل نقول فيهم ما قال الله في ملائكته: بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين [الأنبياء:26-29]
وهم مع هذه الوسطية والاعتدال يعلمون ما يجب لهم من حقوق أهمها محبتهم وموالاتهم ومناصرتهم وذلك مقتضى قوله تبارك وتعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ [التوبة:71]، وروى البخاري ومسلم من طريق الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن النبي قال: ((المسلم أخو المسلم؛ ؛ لا يظلمه ولا يُسلمه))، وقال أيضا: ((انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا))، فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلومًا، أفرأيتَ إن كان ظالمًا كيف أنصره؟! قال: ((تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره)) رواه البخاري ومسلم.
أيها الإخوة، هذه النصرة من محاسن الإسلام وباب من أبواب الجهاد، قال تعالى: وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ [الأنفال:72]، وفي ذلك تقوية لعرى المحبة وتثبيت للذين آمنوا، فلا مجال للتخاذل والبطالة والقعود مع الخالفين، ولذلك فما يتناقله الفاسقون والمنافقون من الطعن في أولياء الله الصالحين والثلب فيهم بما ليس فيهم أو بما ليس مجالاً للثلب ـ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ [البروج:8] ـ كل ذلك يعكس ما في نفوسهم، قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ [آل عمران:118].
كما يعلمون أن من واجبهم الذب عن أعراض أولياء الله الصالحين،
روى الإمام أحمد في مسنده بسند حسن من حديث جابر رضي الله عنه قال : ((ما من امرئ يخذل امرأً مسلمًا في موطن يُنْتَقَصُ فيه من عرضه ويُنْتَهَكُ فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحبّ فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلمًا في موطن يُنْتَقَصُ فيه من عرضه ويُنْتَهَكُ فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته)).

أيها الإخوة الكرام، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: ((من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب))، وجاء في حديث عائشة: ((فقد استحلّ محاربتي))، وفي رواية: ((فقد بارزني بالمحاربة))، قال الحسن البصري: "ابنَ آدم، هل لك بمحاربة الله من طاقة؟!"، قال أبو رجاء العطاردي: كان لنا جار فقال: ما ترونَ هذا الفاسق بن الفاسق قتله الله يعني الحسين رضي الله عنه، فرماه الله بكوكبين فطمس بصره، وقال السدي: أتيت كربلاء تاجرًا، فعمل لنا شيخ من طيء طعامًا، فتعشينا عنده، فذكرنا قتل الحسين، فقلت: ما شارك أحد في قتله إلا مات ميتة سوء، فقال: ما أكذبكم، أنا ممن شارك في ذلك، قال: فلم نبرح حتى دنا من السراج وهو يتّقد بنفط، فذهب يخرج الفتيلة بإصبعه، فأخذت النار فيها، فذهب يطفئها بريقه، فعلقت بلحيته، فعدا فألقى نفسه في الماء، فرأيته كأنه حممة. وأخبار أهل التأريخ كثيرة في هذا الباب.
ولذلك فإننا نقول: فليحذر من يقع في أعراض الصالحين من عقوبة الله تعالى التي لا قِبل له بها، وليحذر أولئك المنافقون أن تنالهم دعوة في ساعة من ليل أو نهار، فتصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحلّ قريبًا من دارهم، فدعوة أولياء الله مجابة، وفي الحديث: ((ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه)).كان سعد بن أبي وقاص مجابَ الدعوة، فكذب عليه رجل فقال: اللهم إن كان كاذبًا فأعم بصره وأطل عمره وعرّضه للفتن، فأصاب الرجلَ ذلك كلُّه، فعمي بصره، وطال عمره، وكان يتعرّض للجواري في السكَك ويقول: شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد. ودعا على رجل سمِعه يشتم عليًا، فما برح مكانَه حتى جاء بعير ناد فخبطه بيديه ورجليه حتى قتله. ونازعت امرأة سعيد بن زيد في أرض له فادّعت أنه أخذ منها أرضها فقال: اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها واقتلها في أرضها، فعميت وبينا هي ذات ليلة تمشي في أرضها إذ وقعت في بئر فيها فماتت.
4-كرامه لأحد أولياء الله:
ادعى الأسود العنسي النبوة باليمن والتف حوله جمع كبير من الناس وذبح من المسلمين من ذبح واحرق منهم من احرق وطرد منهم من طرد وفر الناس بدينهم كما عذب من الدعاة من عذب وكان من هؤلاء أبو مسلم الخولانى رحمه الله؛ قال له الأسود يوما: أتشهد أن محمدا رسول الله؟ فقال: نعم؛ قال: أتشهد أنى رسول الله ؟ فقال ابومسلم:ما اسمع فأعاده إليه فقال: لا اسمع؛ فحاول أن يثنيه عن دينه فأبى؛ فما كان من الأسود إلاأن جمع الناس وقال إن كان داعيتكم على حق فسينجيه الحق فأمر بنار عظيمه وأضرمت ثم جاء بابي مسلم فربط يديه ورجليه وأمر به فالقي في النار ولظاها وانتظر الناس والنار تخبوا شيئا فشيئا وإذ بابي مسلم قد فكت النار وثاقه وخرج من النار لم تحترق ثيابه رجلاه حافيتان يمشي على الجمر ويبتسم فذهل الطاغية بذلك وأمر بطرده من البلاد فرحل إلى المدينة فلما لقيه عمر بن الخطاب قبله بين عينيه ثم جاء به وأجلسه بينه وبين أبي بكر الصديق وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى ارانى في امة محمد من فعل به كما فعل بنبي الله إبراهيم عليه السلام .
وكتبه راجي عفو ربه
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين والمسلمات
avatar
????
زائر

اولائك اولياء الله حقا Empty رد: اولائك اولياء الله حقا

الخميس يونيو 17, 2010 10:47 pm
جزاك الله خيرا
انا حساس ان سياتك يا فندم من اولياء الله الصالحين
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى