- ????زائر
القرآن والإعجاز العلمى
الجمعة أبريل 16, 2010 8:54 am
القرآن والإعجاز العلمى
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم على يوم الدين
وبعد
فإن كثيرا من علماء التفسير يخافون من هذا الاتجاه الذى ظهر مؤخرا، وهو ما يعرف بالإعجاز العلمى للقرآن، وهو لون من ألوان التفسير، تفسَّر فيه آيات القرآن الكريم فى ضوء معطيات العلم التجريبى الحديث، وقد وجد كثير من العلماء أن القرآن الكريم يحتوى على كثير من حقائق علم الفلك، وعلم الأجنة، وعلم طبقات الأرض، وعلم وظائف الأعضاء، وعلم النفس ... إلى غير ذلك، من مجالات العلم، فقام المتخصصون فى هذه العلوم بتناول بعض آيات القرآن فى ضوء معطيات هذه العلوم .
والحقيقة أن القرآن الكريم يتحدث عن كثير من حقائق تلك العلوم، إما بطريق التصريح، وإما بطريق الإشارة، فأعجبوا بذلك، وقاموا بنشره بين الناس .
ولعل أول من قام بذلك الجراح الفرنسى المعروف د/ موريس بوكاى، فقد قام بعـــــدد من الأبحاث يتناول فيها علاقة الدين بالعلم، متخـــــــذا من النصوص الدينية ( القرآن، والتوراة، والإنجيل ) أساسا للدراسة والمقارنة، فتيقن – بفضل الله تعالى – أن الدين والعلم - فى الإسلام فقط – توأمان، حتى فى هذا العصر الذى قطع فيه العلم أشواطا هائلة .
وتيقن أيضا أن الإسلام لم يصطدم مع العلم قط ، بل إن المعارف الحديثة ألقت أضواء كثيرة، جلت لنا كثيرا من معانى القرآن، فقام بجمع كل ذلك فى كتابه الذى صدرت الطبعة الأولى منه باللغة الفرنسية فى مايو سنة 1976م وعنوانه " القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم " لافتا بذلك أنظار العلماء وخاصة المسلمين إلى ما فى كتابهم من كنوز علمية رائعة تعتبر دليلا فى عصر العلم على أن هذا القرآن من عند الله ؛ إذ كيف يتفق كلام بلَّغَهُ رجلٌ أمىٌّ لا يقرأ ولا يكتب مع أحدث ما توصل إليه العلم بإمكانياته الضخمة، ومعامله الهائلة، مع أن هذا الكلام اتصل بأسماع الناس منذ ما يقرب من ألف وخمسمائة سنة ؟!
كيف يكون ذلك إلا إذا كان مبلغه رسولا نبيا، وقائله إلها خالقا ؟!
وهذا من أعظم الأدلة – فى نظرى – على صدق الرسول - صلى الله عليه وسلم – وعلى صدق الرسالة، وعلى أن هذا القرآن كلام الله " الذى خلق فسوى والذى قدر فهدى " وهو دليل فى غاية القوة فى عصرنا لدعوة غير المسلمين إلى الإسلام، وهو صالح أيضا لتثبيت إيمان من تزعزع إيمانه أو ضعف، وما أكثرهم، وفى كل من الغايتين خير كثير .
ومع هذا الخير الكثير الظاهر يخاف كثير من علماء التفسير - كما أسلفنا – من هذا اللون من التفسير ويأتى على رأس أولئك فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى – رحمه الله – فقد سمعته مرارا يحذر من تفسير القرآن الكريم فى ضوء النظريات العلمية الحديثة؛ لأنها عرضة للتغيير والتبديل، فلا ينبغى أن يربط كلام الله تعالى ومعانيه بهذا الاضطراب، ولا مانع عنده من تفسير القرآن الكريم فى ضوء الحقائق العلمية الثابتة، أما النظريات فلا . وهو رأى له وجاهته لولا ما ساذكره بعد .
وهناك من يرفض هذا الاتجاه جملة وتفصيلا، فلا نظريات علمية ولا حقائق، ولا يفسر القرآن عند هؤلاء إلا بالمأثور عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – والصحابة – رضى الله عنهم – وما نقله عنهم التابعون رحمهم الله، أو بما تدل عليه الألفاظ فى لغة العرب الذين نزل القرآن بلسانهم .
وهذا تضييق للواسع، وحجر على العقول، وتعطيل لقول الله تعالى: " أفلا يتدبرون القرآن " .
ولا مانع - فيما أرى – أن يفسر القرآن فى ضوء الحقائق العلمية والنظريات العلمية أيضا، ولا خوف من ذلك، وما حمل فضيلة الشيخ الشعراوى على منع تفسير القرآن الكريم فى ضوء النظريات العلمية إلا خوفه على القرآن أن يتحمل خطأ النظريات التى يربط تفسيره بها, وهذا خوف محمود لكنه غير موجود، قال الشيخ الأستاذ عبد الوهاب خلاف فى كتابه " علم أصول الفقه " :
" وبعض الباحثين لا يرتضون الاتجاه إلى تفسير آيات القرآن بما يقرره العلم من نظريات ونواميس، وحجتهم أن آيات القرآن لها مدلولات ثابتة مستقرة لاتتبدل، والنظريات العلمية قد تتغير وتتبدل، وقد يكشف البحث الجديد خطأ نظرية قديمة .
ولكننى لا أرى هذا الرأى؛ لأن تفسير آية قرآنية بما كشفه العلم من سنن كونية ما هو إلا فهم للآية بوجه من وجوه الدلالة على ضوء العلم، وليس معنى هذا أن الآية لا تُفهَم إلا على هذا الوجه من الوجوه، فإذا ظهر خطأ النظرية، ظهر خطأ فهم الآية على ذلك الوجه، لا خطأ الآية نفسها "(1)
وهذا كلام فى غاية الدقة والتحقيق .
فوالله لقد كاد فؤادي أن يطير من بين ضلوعي فرحا بالنعمة العظيمة المسداة علىّ أن أضع ردا على موضوع سطرته أصابع الشيخ الطاهرة ..ولكن لا أملك بعد هذه السعادة الغامرة إلا أن أقول ..: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات..!
سيدي الكريم .. جزاك الله خيرا على طرق هذا الباب الذي طالما أُوصد في وجوه الناس ، والذي أسأل الله أن يجعل من ورائه خيرا كثيرا للإسلام والمسلمين في عصر أصبح فيه العلم كالماء والهواء ، وأصبح فيه المسلمون كالحملان بين أنياب الذئاب ..
إن ربط الدين بالعلم في هذه الأيام ضرورة يقتضيها العصر ، ويفرضها الواقع ، ورغم هذا .. يغض المسلمون عنها أبصارهم وكأنها مما أراد الله في الآية ( قُلْ لِلْمؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أبْصَارِهِمْ)...!
أنا لن أسير في ركاب الشيخ الشامخ فما أنا لذاك بأهل .. وكيف تجتمع الأرض بالسماء ، أو النمل بالجبل ..؟!
ولكني أريد أن ألفت الأنظار إلى أمر طالما غفل عنه الكثير ..
ذاكم الأمر أيها القراء الأحبة هو أننا كلما سمعنا باكتشاف ذكر في القرآن قلنا كلمات تمجها الآذان.. " لقد ذكر هذا الأمر في القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرنا من الزمان"
نعم .. أنا لا أنكر أن القرآن معجز ، ولكن الذي أنكره هو تقاعس المسلمين ، وتخلفهم عن الركب حتى صارت بضاعتهم الكلمات .. أما الجد والاجتهاد والدخول في ميادين العلم ، ومناطحة العظماء بالحجة والبرهان فهذا ما نراه من الموبقات ..ولقد صدق فينا قول الجبان.. كلثوم العتابي مخاطبا زوجته..:
ذريني تجئني ميتتي مطمئنه****** ولم أتجشم هول تلك الموارد
فإن الذي يسمو إلى الرتب العلا******سيرمى بألوان الدهى والمكايد
وجدت لذاذات الحياة مشوبة******بمستودعات في بطون الأساود
نسأل الله أن يجعلنا أهلا أن يعتز بنا دينه ، وأن يثيب الشيخ الكريم على هذه الإلمامة التي حركت في النفوس خواطر ما كان لها أن تثور إلا بمثل هذا القول المأثور
ابنكم السعيد بطاعتكم ، المتقلب في أكناف بركم ورعايتكم
الفقير إلى الله
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم على يوم الدين
وبعد
فإن كثيرا من علماء التفسير يخافون من هذا الاتجاه الذى ظهر مؤخرا، وهو ما يعرف بالإعجاز العلمى للقرآن، وهو لون من ألوان التفسير، تفسَّر فيه آيات القرآن الكريم فى ضوء معطيات العلم التجريبى الحديث، وقد وجد كثير من العلماء أن القرآن الكريم يحتوى على كثير من حقائق علم الفلك، وعلم الأجنة، وعلم طبقات الأرض، وعلم وظائف الأعضاء، وعلم النفس ... إلى غير ذلك، من مجالات العلم، فقام المتخصصون فى هذه العلوم بتناول بعض آيات القرآن فى ضوء معطيات هذه العلوم .
والحقيقة أن القرآن الكريم يتحدث عن كثير من حقائق تلك العلوم، إما بطريق التصريح، وإما بطريق الإشارة، فأعجبوا بذلك، وقاموا بنشره بين الناس .
ولعل أول من قام بذلك الجراح الفرنسى المعروف د/ موريس بوكاى، فقد قام بعـــــدد من الأبحاث يتناول فيها علاقة الدين بالعلم، متخـــــــذا من النصوص الدينية ( القرآن، والتوراة، والإنجيل ) أساسا للدراسة والمقارنة، فتيقن – بفضل الله تعالى – أن الدين والعلم - فى الإسلام فقط – توأمان، حتى فى هذا العصر الذى قطع فيه العلم أشواطا هائلة .
وتيقن أيضا أن الإسلام لم يصطدم مع العلم قط ، بل إن المعارف الحديثة ألقت أضواء كثيرة، جلت لنا كثيرا من معانى القرآن، فقام بجمع كل ذلك فى كتابه الذى صدرت الطبعة الأولى منه باللغة الفرنسية فى مايو سنة 1976م وعنوانه " القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم " لافتا بذلك أنظار العلماء وخاصة المسلمين إلى ما فى كتابهم من كنوز علمية رائعة تعتبر دليلا فى عصر العلم على أن هذا القرآن من عند الله ؛ إذ كيف يتفق كلام بلَّغَهُ رجلٌ أمىٌّ لا يقرأ ولا يكتب مع أحدث ما توصل إليه العلم بإمكانياته الضخمة، ومعامله الهائلة، مع أن هذا الكلام اتصل بأسماع الناس منذ ما يقرب من ألف وخمسمائة سنة ؟!
كيف يكون ذلك إلا إذا كان مبلغه رسولا نبيا، وقائله إلها خالقا ؟!
وهذا من أعظم الأدلة – فى نظرى – على صدق الرسول - صلى الله عليه وسلم – وعلى صدق الرسالة، وعلى أن هذا القرآن كلام الله " الذى خلق فسوى والذى قدر فهدى " وهو دليل فى غاية القوة فى عصرنا لدعوة غير المسلمين إلى الإسلام، وهو صالح أيضا لتثبيت إيمان من تزعزع إيمانه أو ضعف، وما أكثرهم، وفى كل من الغايتين خير كثير .
ومع هذا الخير الكثير الظاهر يخاف كثير من علماء التفسير - كما أسلفنا – من هذا اللون من التفسير ويأتى على رأس أولئك فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى – رحمه الله – فقد سمعته مرارا يحذر من تفسير القرآن الكريم فى ضوء النظريات العلمية الحديثة؛ لأنها عرضة للتغيير والتبديل، فلا ينبغى أن يربط كلام الله تعالى ومعانيه بهذا الاضطراب، ولا مانع عنده من تفسير القرآن الكريم فى ضوء الحقائق العلمية الثابتة، أما النظريات فلا . وهو رأى له وجاهته لولا ما ساذكره بعد .
وهناك من يرفض هذا الاتجاه جملة وتفصيلا، فلا نظريات علمية ولا حقائق، ولا يفسر القرآن عند هؤلاء إلا بالمأثور عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – والصحابة – رضى الله عنهم – وما نقله عنهم التابعون رحمهم الله، أو بما تدل عليه الألفاظ فى لغة العرب الذين نزل القرآن بلسانهم .
وهذا تضييق للواسع، وحجر على العقول، وتعطيل لقول الله تعالى: " أفلا يتدبرون القرآن " .
ولا مانع - فيما أرى – أن يفسر القرآن فى ضوء الحقائق العلمية والنظريات العلمية أيضا، ولا خوف من ذلك، وما حمل فضيلة الشيخ الشعراوى على منع تفسير القرآن الكريم فى ضوء النظريات العلمية إلا خوفه على القرآن أن يتحمل خطأ النظريات التى يربط تفسيره بها, وهذا خوف محمود لكنه غير موجود، قال الشيخ الأستاذ عبد الوهاب خلاف فى كتابه " علم أصول الفقه " :
" وبعض الباحثين لا يرتضون الاتجاه إلى تفسير آيات القرآن بما يقرره العلم من نظريات ونواميس، وحجتهم أن آيات القرآن لها مدلولات ثابتة مستقرة لاتتبدل، والنظريات العلمية قد تتغير وتتبدل، وقد يكشف البحث الجديد خطأ نظرية قديمة .
ولكننى لا أرى هذا الرأى؛ لأن تفسير آية قرآنية بما كشفه العلم من سنن كونية ما هو إلا فهم للآية بوجه من وجوه الدلالة على ضوء العلم، وليس معنى هذا أن الآية لا تُفهَم إلا على هذا الوجه من الوجوه، فإذا ظهر خطأ النظرية، ظهر خطأ فهم الآية على ذلك الوجه، لا خطأ الآية نفسها "(1)
وهذا كلام فى غاية الدقة والتحقيق .
فوالله لقد كاد فؤادي أن يطير من بين ضلوعي فرحا بالنعمة العظيمة المسداة علىّ أن أضع ردا على موضوع سطرته أصابع الشيخ الطاهرة ..ولكن لا أملك بعد هذه السعادة الغامرة إلا أن أقول ..: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات..!
سيدي الكريم .. جزاك الله خيرا على طرق هذا الباب الذي طالما أُوصد في وجوه الناس ، والذي أسأل الله أن يجعل من ورائه خيرا كثيرا للإسلام والمسلمين في عصر أصبح فيه العلم كالماء والهواء ، وأصبح فيه المسلمون كالحملان بين أنياب الذئاب ..
إن ربط الدين بالعلم في هذه الأيام ضرورة يقتضيها العصر ، ويفرضها الواقع ، ورغم هذا .. يغض المسلمون عنها أبصارهم وكأنها مما أراد الله في الآية ( قُلْ لِلْمؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أبْصَارِهِمْ)...!
أنا لن أسير في ركاب الشيخ الشامخ فما أنا لذاك بأهل .. وكيف تجتمع الأرض بالسماء ، أو النمل بالجبل ..؟!
ولكني أريد أن ألفت الأنظار إلى أمر طالما غفل عنه الكثير ..
ذاكم الأمر أيها القراء الأحبة هو أننا كلما سمعنا باكتشاف ذكر في القرآن قلنا كلمات تمجها الآذان.. " لقد ذكر هذا الأمر في القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرنا من الزمان"
نعم .. أنا لا أنكر أن القرآن معجز ، ولكن الذي أنكره هو تقاعس المسلمين ، وتخلفهم عن الركب حتى صارت بضاعتهم الكلمات .. أما الجد والاجتهاد والدخول في ميادين العلم ، ومناطحة العظماء بالحجة والبرهان فهذا ما نراه من الموبقات ..ولقد صدق فينا قول الجبان.. كلثوم العتابي مخاطبا زوجته..:
ذريني تجئني ميتتي مطمئنه****** ولم أتجشم هول تلك الموارد
فإن الذي يسمو إلى الرتب العلا******سيرمى بألوان الدهى والمكايد
وجدت لذاذات الحياة مشوبة******بمستودعات في بطون الأساود
نسأل الله أن يجعلنا أهلا أن يعتز بنا دينه ، وأن يثيب الشيخ الكريم على هذه الإلمامة التي حركت في النفوس خواطر ما كان لها أن تثور إلا بمثل هذا القول المأثور
ابنكم السعيد بطاعتكم ، المتقلب في أكناف بركم ورعايتكم
الفقير إلى الله
رد: القرآن والإعجاز العلمى
الثلاثاء أبريل 20, 2010 7:19 am
اللهم اجعلنا جميعا اهلا لهذا الدين
جزاك الله خيرا يا اخانا الكريم
جزاك الله خيرا يا اخانا الكريم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى